ولقد غدوت على طمر

وَلَقَد غَدَوتُ عَلى طِمِر

رٍ مُشرِقِ الحَجَباتِ

طِرفٌ صَنَعناهُ فَتَمَّ

بِأَكمَلِ الصَنَعاتِ

نَطَقَت عَلَيهِ كَرامَةٌ

مَشهورَةُ الحَسَناتِ

وَيَظَلُّ مُشتَرِكَ الضَمي

رِ مَخافَةَ العَثَراتِ

وَكَأَنَّ في أَخلاقِهِ

خُلُقاً مِنَ الكَرَماتِ

يَرعى مَساقِطَ وابِلٍ

بِالدَيرِ وَالمَحَلاتِ

زَجَرَ البِقاعَ بِرَعدِهِ

فَأَجَبنَهُ بِنَباتِ

وَرَعَت بُطونَ بِلادِهِ

لِقَحٌ مِنَ البَرَكاتِ

حَتّى إِذا فَرَشَ الضِيا

ءُ لِأَعيُني فَرَشاتِ

أُلبِسنَ سِمطاً مِن لَآ

لي الوَحشِ مُنتَظِماتِ

وَيَكَدنَ يَخلَعنَ الجُلو

دَ لِشِدَّةِ الرَوعاتِ

وَلَقَد أَروحُ وَأَغتَدي

نَشوانَ ذا فَتَكاتِ

وَأُهينُ بِالسُحُبِ المُلا

ءَ البيضَ وَالحَبَراتِ

إِذ لَيسَ لي عِلمٌ مِنَ ال

دُنيا بِما هُوَ آتِ

وَيَسيرُ لَحظي وَالصَدي

قَ وَلَيسَ ذا بَعَداتِ

وَالدَهرُ غِرٌّ غافِلٌ

مِن مَوتِها لِحَياةِ

وَيَحُثُّني حَدَقُ المَها

وَلَقَد جَحَدنَ عِداتي

وَالشَيبُ أَصبَحَ ضاحِكاً

مُلقىً إِلى الفَتَياتِ

وَالشَيخُ في لَذّاتِهِ

مُستَنكِرُ الحَرَكاتِ

لا يَملَءُ الرِزقُ المُنى

فَالحَيُّ ذو حَسَراتِ

وَالدَهرُ فَهوَ كَما تَرى

قَد لَجَّ في العَثَراتِ

كَم مِن خَليلٍ فاتَني

فَعَرَفتُ مُرَّ وَفاتي

وَفَقَدتُهُ فَتَماسَكَت

نَفسي عَلى زَفَراتِ

كانَت بِهِ لي ضِحكَةٌ

فَبَكَيتُهُ بَكَياتِ

وَعَزيمَةٍ أَنضَيتُها

حَزماً مِنَ العَزَماتِ

مِثلِ الحُسامِ بَصيرَةٍ

بِمَواقِعِ الفُرُصاتِ

وَالحِلمُ يَذهَبُ باطِلاً

إِلّا لِذي سَطَواتِ

يا قَومِ بَل لا قَومَ لي

هُبّوا مِنَ الرَقَداتِ

إِنّي أَرى رَيبَ الزَما

نِ مُوَلِّياً بِشَتاتِ

ذُلٌّ عَلى مَلِكٍ يُجَر

رِعُ كَأسَهُ بِقَذاةِ

لا تَرقُدوا وَجُفونُكُم

مَشحومَةٌ بِحُماةِ

وَالخَرُّ بَعدَ وُقوعِهِ

في الناسِ ذو وَثَباتِ

هُبّوا إِفاقَةَ حازِمٍ

ثُمَّ اِسكَروا سَكَراتِ