ألا يا غزال الثغر هل أنت منشدي

أَلا يا غزال الثَّغرِ هل أَنت منشدي

علقتُ بحبلٍ من حِبال مُحمّدِ

ويا هَلْ لِذاك اليوم في الدّهر ليلةٌ

تعودُ ولو عادت عقيماً بلا غدِ

فأَلقاك فيها هادي الكأْس حادياً

وحسبك من ساع بها ومُغَرِّدِ

أَلا حَبّذا عاري المحاسن عاطلٌ

مُحَلّى بأَثواب الملاحة مرتدِ

إِذا ما الأَماني ماطلتني بوَعْدها

ذكرتُ له وصلاً على غير موعدِ

وعهدي بماريّا سقى الله عهدها

بما عندها من حاجة الهائِم الصَّدي

وفي ذلك الزُنّار تمثالُ فضّةٍ

تُنَقِّطُ خدَّيْه العيونُ بعَسْجَدِ

وقد غلب المصباحُ فيه على الدُّجى

سنا قميرٍ في جُنح ليلٍ مجعّدِ

وكنت إِذا عِفْتُ الزجاجةَ مَوْرداً

سقتْني رُضاباً في إِناءٍ مورَّدِ

فيا ليَ من وجهٍ كقنديل هيكلٍ

عليه من الصُّدغين مِحْرابُ مَسجِد

لقد أَسرتني حيث لا أَبتغي الفدا

فقلْ في أَسيرٍ لا يُسَرّ بمفتدي