أما الشباب فطيف زارني ومضى

أَمّا الشبابُ فطَيْفٌ زارني ومضى

لمّا تَبَلَّج صُبْحُ الشَّيْب مُعْترِضا

ما كان أَبيضَ وجهَ الوَصلِ حين دجا

وما أَشدَّ ظلامَ الهجرِ حين أَضا

وما وجدتُ الصِّبا في طُول صُحبتِه

إِلاّ كما لَبِس الجفنُ الكَرى ونَضَا

فالآن صَرَّحَ شَيْبُ الرأس عن عَذَلٍ

محضٍ ولم يَزْوِ عنك النُّصْحَ مَنْ مَحَضا

فإِن تَبِتْ سُحُبُ الأَجفان هاميةً

فَعَنْ سَنا بارقٍ في عارِضٍ وَمَضا

ومن عجائبِ وَجْدي أَنه عرضٌ

لم يُبْقِ منّيَ جسماً يحمِلُ العَرَضا

ولم يدع ليَ مَوْتُ السرِّ من جسديد

عِرْقاً إِذا جسّه آسي الهوى نَبَضا

فإِن يكن دَلَّ إِعراض الدَّلال على

غير المَلالِ فسُخْطي في هواك رضا