أوطن القلب من هواكم فريق

أَوْطَنَ القلبَ من هواكم فريقُ

ما لِصَرْفِ النَّوى عليه طريقُ

كلّما امتدّ بيننا أَمَدُ البيْن

تَدانى هواكُمُ المَوْموقُ

طولُ عهدي بكم يضاعِفُ وَجْدي

وكذا يفعلُ الشّرابُ العتيق

حَجَبَ الدّمعُ مقلتي فعداها

أَن ترى ما يروقُها ما تُريقُ

وأَرى البُعْدَ في الصَّبابة كالقُرْ

بِ فقلبي على الزّمان مَشُوقُ

ولآلي دُموعِ عيني طوافٍ

فلماذا غَوّصُهُنّ غريق

لا يُرَعْ في يد الفِراق زَمانٌ

مرَّ لي مِنْ وِصالِكم مَسْروق

حيثُ غُصنُ الشبابِ غضٌّ وَرِيقُ

وتَحايا المُدام عَضٌّ وَرِيقُ

وغَرامي لا يَستدِلُّ به الط

يْفُ ولا تهتدي إِليه البُروق

والليالي مثلُ الغواني إِذا

أَسفرن لم تدر أَيُّها المعشوق

في زمانٍ تضاعَفَتْ لعميدِ

المُلك في ظلّه عليَّ الحقوق

لو شهِدْتُم صَبابتي لعلمتُمْ

أَنّ قلبي بحبّكم مَعْذوقُ

أَو وقفتم على غُلُوّيَ فيكم

قام لي عندكم بذلك سوق

رابني بَعْدَكم زماني فلا

الأَيامُ بيضٌ ولا الربيعُ أَنيقُ

ورأَيتُ الرَّحيقَ يجلُبُ همّي

أَفحالت عن السُّرور الرحيق

أَسلمتْني إِلى الأَسى فهي في الكأْ

سِ رَحيقٌ وفي فؤادي حريق

وبَلَوْتُ الورى قياساً إِليكم

فاستمرت على قياسي فُروق

وتصفَّحْتُ بَعْدَكم شِيَمَ النّا

سِ وفيها الصَّريحُ والمَمْذُوق

يَعِدُ الدّهر باللّقاء فيُسْليني

ويَرْوي أَخبارَكم فَيَشُوق

سانحاتٍ يكاد يتّهم السمعَ

عليها قلبٌ عليكم شَفيقُ

ويُعاطينيَ الغرام أَفاويق

هواكم فما أَكاد أُفيق

غير أَني أَهيم شوْقاً إِذا

هَبَّ نسيمٌ بنَشْركم مَفْتوق

قد ملكتُمْ قلبي وسرَّحتُمُ

جسمي فواهاً أَنا الأَسيرُ الطليق