بادر إلى محو الذنوب بتوبة

بادر إلى محو الذنوب بتوبة

فعسى رضا مولاك منك قريب

واضرع إليه في الدجنة خاصعا

وسحاب دمع المقلتين يصوب

طلعت شموس الصالحين واشرقت

وبدا لشمسك بينهن غروب

أيام ريعان الشباب أضعتها

فمتى أراك إلى المتاب تنيب

لا تأمنَن حدث الزمان وخَطبَهُ

إن الزمان حوادث وخطوب

لا يخدعنك يا غفول بسَلمهِ

فالسلمُ مكرُ عنده وحروب

أمسك عنان الطرف عند جماحه

فأمامه يوم فديتَ عصيبُ

راقب إلهك في الجوارح كلها

فبكل جارحةٍ عليك رقيب

مرض بقلبك لا يزال وماله

إلا الدموع الهاطلات طبيب

واحسرتا لشباب عمر قد مضى

زرت عليه للقلوب جيوب

تاللَه لا أدت دموعي حقه

لو أنني في حزنه يعقوبُ

للَه عصرٌ فيه قد نال المنى

صحبي ومالي بينهن نصيبُ

يا خير من وطىءَ الثرى شكوى فتى

قد أبعدته عن ذراك ذنوبُ

ناداك والأشواق تحدو قلبه

فله على بعد المزر وجيبُ

أيذوب أشواقاً ويفنى حسرة

وفنا جناب الفضل منك رحيبُ

ما حال من بالغرب أضحى مفردا

وله بساحات العقيق حبيب

فعلى العقيق وسكانيه تحية

تسرى بنفحتها صبا وجنوب