دمع كسح الغيوم

دمع كسح الغيوم

وزفرة كالجحيم

عذب بما ترتضيه

قلبي فإنك فيه

إنى بما ترتضى

راض فكن لي معين

إليك يا ممرضى

أشكو يضعف اليقين

فإن تكن منهضى

أفز بعز مكين

نار البعاد أليم

كم بت ليل السليم

في كل بحر أتيه

مضنى بما ألتقيه

أيام عز مضت

عنى ولم ترجع

نار الأسى أودعت

وودعت أضلعى

يد النوى فرقت

شملى بذي الأجزع

بائوا وحزنى مقيم

أبكى تلك الرسوم

ما بالحمى أجتنيه

فيه وما أقتنيه

يا شاديا بالغصون

ذكرت عهداً مضى

شدوك هاج الشجون

والحب قد أعرضا

إن كنت تبكى الخدين

فإنه قوضا

دع عنك ندب الحميم

فليس خل يدوم

قد بان من تصطفيه

وعز ما ترتجيه

يا نفس كم ذا التصاب

فيا له من مصاب

ولى زمان الشباب

آن أوان الإياب

لو ذي بتيك القباب

حتى إليها الركاب

فبالصفا والحطيم

وبالمقام الكريم

وفي محل الوجيه

تحظى بما تشتهيه

متى أرى في الرحال

ما بين تلك الرمال

إلى مقام الكمال

أحدوا وأشدوا الجمال

وللدموع انهمال

كما شدوا ذو خبال

في بحر دمعي نعوم

وفه نقع وتهيم

وذا المليح إن يتيح

لس نفتح اليد بيه