نأت بي الأوطان عن حضرة الإحسان

نأت بي الأوطان عن حضرةِ الإحسان

ولا معين

فمن لذي أحزان لطيبة مذ كان

له حنين

شطت بي الدار فيا شوقاهُ

ليَثرِب

اخدانه سناروا والبين أقصاهُ

بالمغرب

في قلبه نار تذكيه أمواهُ

فلتعجَب

لو سابق الأخدان في ذلك الميدان

أضحى مكين

فحالف الأشجان واصحب مع الأحيان

قلبا حزين

للموردِ العذب والمنهَلِ السلسل

شدوا الرحيل

فيا ظما قلبي لذلك المنهل

هل من مقيل

بساحة القرب فيبرد السلسَل

حر الغليل

إن أمكن الإمكان أن يكرَع الظمآن

من المعين

في مشرَبِ الرضوان فذاك سعد دان

للرائدين

يا حادي الظعن وسائق الركب

إلى العقيق

أسفتُ للبين فهَل إلى القربِ

يلفى طريق

متى النوى تدنى من مطلع الشهب

قلبا خفوق

فيثرب بستان للروح والريحان

فيه فنون

ودوحُهُ المزدان تحيا به الأكوان

في كل حين

يا خير مرسول للحرّ والعبدِ

بالمعجزات

نداءُ مخبول نادى على بعد

خوفَ الممات

أنتم منى سولى وأنتمُ قصدى

ولي صفات

تمُجُّها الآذان وتقتضى الهجران

فما يكون

من ذي شجون عان يحكى بدوح البان

شادي الغصون

يا صاح والقصدُ أن يظفَرَ الأوّاه

يقصدهِ

إن شفك البعدُ فثق بعفو اللَه

عن عبدهِ

ودَع فتى يشدو واللهوُ قد ألهاه

عن رُشدهِ

جنّان يا جنان إجن من البُستان

الياسمين

وخلّ الريحان بحرمَةِ الرحمن

للعاشِقين