يا شاديا في ذرى الأفنان أفنانا

يا شاديا في ذرى الأفنان أفنانا

فتون شدوك في الأسحار أفنانا

كرر بصرحة وادي الجزع شدود قد

أذابنا شجو ما تبدى وأشجانا

أراك بين غصون البان تندب في ال

أفنان إلفاً وذاك الإلف قد خانا

كذاك أصبحت يا ورقاء مثلك من

شباب عمر نأى عني وقد بانا

ولّى ولم أجن في ريعان غرّتِه

جنى أنال به برّاً وإحسانا

أسفتُ لكن على دهرٍ به لم أجد

على بلوغي لما أملت أعوانا

قاسيتُه بالضنا خوف الجوى أسفاً

ها قد مضى بالأسى شجواً وأحزاناً

لكن ما بيننا فيي حالنا أبداً

شوق أبينه في البثّ تبيانا

أنا لفرط الضنا أبديكِ فرط أسى

وأنت تبدين فرط الشجو ألحانا

أراك تبكين دون الدمع يا عجباً

ودمع عيني جرى درّاً ومرجانا

قالت مياه جفوني صيّرَت لهباً

فاعجب لماء جفون عاد نيرانا

فأحكمت في مقال الحق حجتها

وأظهرت في مجال الفكر برهانا

فعُدتُ أهمِل والأشواق تقلقني

دمعاً جرى فوق صحن الخدّ هتانا

يا ويح مكتئب يبكى الذي فاته

أنصاره أدمع تنهل طوفانا

ترى الزمانُ له يدنى أحبته

فيُنظَمُ الشمل سلكاً مثل ما كانا

على الليالي تعيد الشمل مشتملا

فكم أذاب النوى بالبعد أشلانا

يا أرض طيبة حياك الحيا واغتدى

ينهَلُّ فيك سحاب المزن أزمانا

ودمت تحدى إلى مغناكِ أنفسنا

بالشوق معلنةً سراً وإعلانا