سافر إلى نيل المعزة

سافر إلى نَيلِ المَعَزَّ

ةِ إنَّ في السفَرِ الظفَر

وانفِر لنَيلِ المجدِ فيمَن

للمعالي قَد نَفَر

واعلَم بأنَّ المكثَ في الأوط

انِ يدعو للضَجَر

ويُوَرِّثُ الأخلاطَ والأجس

امَ أنواعَ الضَرَر

أوَما رأيتَ الما لطُو

لِ المكثِ يَعروهُ الكَدَر

والبدرَ لو لزِمَ الإقا

مةَ في محلِّ ما بدَر

والدُرَّ لو أبقَوهُ في

قَعرِ البحارِ لما افتخَر

والتِبرُ تُربٌ في المعا

دنِ وهو أفخَرُ مدخَر

والعودُ مَعدودٌ لدى الغابا

ت من جِنسِ الشَجَر

والباتِرُ المَغمودُ لَو

لم يُخرِجوهُ لما بَتَر

هذا وكَم مثَلٍ سَرَى

في الناس من هذي العِبَر

أبدى البدائعَ منهُ من

نظَمَ القريضَ ومن نَثَر

عن وجهِها في غالبِ الأس

فار أسفَرَ من سَفَر

فادأُب على الترحال في

الأحوالِ أجمَعِها تُسَرُ

واعلَم بأنَّ البُعدَ عن

وطنٍ به تمّ الوطَر

واغرُب بشرقٍ واشرُقَن

في الغَربِ إن تكُ ذا نَظَر

واجعل جميعَ الناس أز

رَكَ والثرى طوراً وَزَر

لا تختَرن بدواً ولا

حَضَراً وكُن مع مَن حَضَر

فالبدو عزٌّ واللطا

فَةُ والظرافةُ في الحَضَر

فإذا بَدَوتَ فكل عزّ

باذخٍ فيكَ استَقَر

وإذا حَضَرتَ فكلُّ ظَر

فٍ ظَرفُهُ لك مُستَقَر

لا تبكِ إلفاً لا ولا

داراً ولا رَسما دَثَر

فالناسُ إِلفُكَ كلهم

والأرضُ أجمَعُها مَقَر

فمتَى وجدتَ العزّ

والعيشَ الهنيَّ أقِم تُبَر

وإذا رأيتَ الضدّ والصد

الخفيّ فدَع وذَر

واجعل بضاعَتَكَ التُقى

مع من أُسَرَّ ومن جَهَر

فإذا اتَّقيتَ اللَه فُز

تَ بكلِّ كنزٍ مُدّخَر