قل لابن ملجم الملجم نيرانا

قل لابنِ ملجَمٍ الملَجِّم نيرانا

المتَسَربِل خِذلاناً وخُسرانا

عدَلتَ عن طُرقاتِ العدلِ يا غَدرُ

وخُضتَ في الغَدرِ أنهاراً وغُدرانا

ضللتَ في سُبُلٍ غرّاءَ واضحةٍ

ولم تزَل عن سبيل الحق تَيهانا

أفرطتَ في الجهل إذ فَرَّطتَ من حَمَقٍ

حتى قَتَلتَ إماماً عالياً شانا

صِهرُ الرسولِ عليٌّ زوجُ فاطمة

وخيرُ مَن زَيَّنَ الهُدى وَمَن شانا

ووالدُ الحَسَنينِ النِيِّرَينِ وَمن

كانا إلى المصطفى روحاً وريحاناً

وبابُ مصرِ علومِ الدين أجمَعِها

فليس يَعرُبُ عنهُ حَيثُما كانا

وذو السجايا التي ليس يَحصُرُها

عَدٌّ ولو طالتِ الأزمانُ أزمانا

ومَن مناقِبُهُ حدِّث ولا حرجٌ

بَلى تجاوَزَ ما في البحر مولانا

أخطأتَ أخطأتَ يا ابنَ ملجِّمٍ فَلَقَد

أتيتَ على الأذى والوِزرِ إيتانا

وجُرتَ عن كلِّ أجرٍ لستَ نائلَهُ

وجئتَ جهراً جريراتٍ وعِصيانا

وبُؤتَ بالسُخطِ والعُتبى على غَضبٍ

تلقاهُ حيّاً بلا شكٍ وموتانا

وقد أخطأ القومُ إذ سمّوكَ عابدَ رحم

انٍ وبالخلفِ قد بارَزَت رحماناً

ما كان أولاكَ أن يدعوكَ عاصيَهُ

بلى تجاوزتَ عِصياناً وكُفرانا

فلا سَقَتكَ من الوسمي غاديةٌ

ولا سقت ارض عِمرانَ بنِ حِطّانا

عمرانُ عُمِّرَ بالكُفرِ الصريح وَمن

حِطّانُ حطَّ عليه اللَهُ نيرانا

ما أنتَ إلّا شَقِيٌّ وهو مِثلُكَ في

شقاوةٍ تُخذلانِ فيها خِذلانا

لا تَغتَرِر أو تُصَدِّق بمقالتِه

فإنها كُسِيَت زوراً وبُهتانا

واللَهِ ما هيَ إلا ضربةٌ شَقِيَت

فكيفَ تبلغُ من ذي العرشِ رِضوانا

باءت بخُسرٍ وتَطفيفٍ ومنقَصَةٍ

فكيفَ تحسَبُ أوفى الناسِ ميزانا