دموع يستبقن إلى النحور

دموعٌ يستبقْنَ إلى النحورِ

ونيرانٌ تشبُّ منَ الصدور

وناعٍ للحبائبِ كلَّ يومٍ

وطولُ الحزنِ في العمر القصيرِ

أيمضي لي نهارٌ لم يرعْني

ويتركني الزمانُ بلا زفيرِ

فوا أسفا على عيشٍ مضى لي

ببدرٍ كانَ يزري بالبدورِ

سمعتُ نعيَّهُ فعدمْتُ صبري

وفقْدُ الإلْفِ ما هو باليسيرِ

فيا بدرَ السماءِ أراكَ تبدو

وقدْ وارَوا سميَّك في القبورِ

ويا مطرَ السماءِ أراكَ تهمي

أظنُّكَ باكياً صدرَ الصدورِ

أما واللّهِ لو أنّا قَدرْنا

غسلْنا البدرَ بالدمعِ الغزيرِ

ولكنَّ الدموعَ دمٌ عبيطٌ

وشرطُ الغسلِ بالماء الطهورِ

وكنّا لهُ في الصدورِ حَفَرْنا

ومثلُ البدرِ يُجعلُ في الصدورِ

لقدْ بلغَ المنى قبرٌ حواهُ

أتتسعُ المقابرُ للبحورِ

أبدرَ الدينِ عزَّ عليكَ صبري

وطاشَ العقلُ واختلَّتْ أموري

أبدرَ الدينِ كيفَ هجرتَ أهلاً

وترضى بالقبور عن الصدورِ

أبدرَ الدينِ هلْ تُفدى بمالٍ

فنبذلَ كلَّ مذخورٍ خطيرِ

أبدرَ الدينِ كنتَ أخاً وفيّاً

تجلُّ عن القساوةِ والقبورِ

فكيفَ سكنتَ في جناتِ عدنٍ

وقلبي منكَ في نارِ السعيرِ

وكيفَ رضيتَ هذا البعدَ لكنْ

قضاءُ الواحدِ الربِّ القديرِ

ولو أنّا صبرْنا كانَ أولى

فما نالَ الثوابَ سوى الصبور

وفي خيرِ الأنامِ لنا عزاءٌ

وغايتنا إلى هذا المصيرِ

سألتُ اللهَ يسكنُهُ جناناً

ويزلفُهُ بولدانِ وحورِ

ويعقبنا وإياهُ سماحاً

ومغفرةً ويعفو عنْ كثيرِ