من قصده يرشف ماء اللمى

مَنْ قصدُهُ يرشفُ ماءَ اللمى

يصبرُ في الحبِّ لما ألما

بي وبمَنْ قد لامني من صلا

شباك طرفٍ وانتضى منصلا

وبعدما تيَّمني بلبلا

فؤاديَ المضنى بلي بل بلا

يا عاذلي رفقاً فقد ضرَّ ما

في مهجتي مِنْ هجرِهِ ضرَّ ما

أهوى حبيباً وجهُهُ قد حُبِي

حسْناً به يستعذبُ القدحَ بي

فَهْوَ مليء لازمُ المطلِ بي

ما نلتُ مِنْ تقبيلِهِ مطلبي

قلبي إلى نارِ الجوى أسلما

فلو رآهُ كافرٌ أسلما

لم أحتملْ مَنْ لامني أو سعى

فانصحْ لغيري مرةً أوسعا

سيَّانِ مَنْ لم يدعُ لي أو دعا

فيمنْ بقلبي جمرةٌ أودعا

فتى على سفكِ دمي أقدما

وما رعى لي موثقاً أقدما

ما ضاعَ فيه سهدُ عيني ولا

يضيعُ مني في عليٍّ ولا

يحيا بهِ يحيى فما أجملا

مسعاهُ في تفصيلِ ما أجملا

يا خلعةَ الملْكِ لقد رقَّ ما

عليكَ يحيى وابنُهُ رقما

أرهفَ أقلامَ المعالي وسنْ

فناظرُ الملكِ بهِ في وسنْ

ذلك فضلُ اللهِ يؤتيهِ مَنْ

يشاءُ يولي المرءَ منْ غيرِ مَنْ

فراحتاهُ أَيَّةٌ منهما

تلامسُ الصخرَ جرى منه ما

تهذي به العليا لتهذيبهِ

وألسنُ الحسادِ تهذي بهِ

فتى كشيخٍ حسن تجريبهِ

سوابقُ التوفيقِ تجري بهش

والدهرُ عبدٌ لعلاهُ فما

يخلي منَ الأمداحِ فيه فما

ما نصبَ السلطانُ فيمنْ نصبْ

مثلَ علاءِ الدينِ ينفي نصبْ

يا محيياً للفضلِ ذكراً ذهبْ

تنشي لنا دراً فننشي ذهبْ

أنشرَ تأهيلُكَ لي أعظما

فحقَّ لي واللهِ أنْ أعظما