مولاي يا ذا المنظر الزاهر

مولايَ يا ذا المنظرِ الزاهرِ

والمنطقِ المنتظمِ الباهرِ

يا حاكماً شاهدُهُ عاملٌ

على العُلى نفديكَ بالناظرِ

أبدعت نثراً قلتُ لَما بدا

كم تركَ الأولُ للآخرِ

وقلتَ شعراً محكماً مثلُهُ

في الدهر لم يخطرْ على خاطِرِ

فيا سريعَ النظمِ لا زلتَ في

خيرٍ مديدٍ كاملٍ وافرِ

جَمَّلْتَ مصراً أنتَ مِنْ أهلِهِ

وسُدْتَ في البادي وفي الحاضرِ

فأنتَ نورُ الدينِ عدلاً ومَنْ

يُسْمى به غيرُكَ كالجائرِ

وإنما كلفتني خطةً

تُوهي قوى المستأسدِ الخادِرِ

قلتَ أجزني وأنا قطرةٌ

واحدةٌ من بحرِكَ الزاخرِ

يوسفُ أعرِضْ ما الذي تبتغي

مِنْ عمرَ المعدولِ مِنْ عامِرِ

أمرتني ما أنتَ أولى به

فشرِّف المأمورُ بالآمرِ

فإن أُخالفْ لم يلقَ بي وإنْ

أطعتُ أخشى هزأةَ الناظرِ

وطاعتي أمرَكَ ألفيْتُها

أولى وإن شقَّتْ على خاطري

أجزتُ مولايَ كما جوّزوا

صرفَ سوى المصروفِ للشاعرِ

ضرورةً إذ لست أهلاً لما

ظننتَ يا طائلُ بالقاصرِ

إجازةً لو أنني منصف

سألتُها من فضلِكَ الغامرِ

مثلُكَ لا يُجهلُ مقدارُهُ

ولا سجايا بيتكِ الطاهرِ

حكمتَ في الشهباءِ فرعاً عن ال

شرعِ وعن طَشْتمرَ الناصري

فما رأينا منكَ إلاّ الذي

يَسرُّ في الباطنِ والظاهرِ

حكْمٌ عفيفٌ نَزِهٌ محسنٌ

بَرٌّ مقيلٌ عثرةَ العاثرِ

مسدَّد الأحكامِ حتى غدا

حكمُكَ مثلَ المثلِ السائر

فاللهُ لا يجعلُهُ آخرَ ال

عهدِ لنا من وجهكَ الناضرِ

ودمتَ في عزٍّ وفي رفعةٍ

يا قدوةَ الناظمِ والناثرِ