شموس جلتهن النجوم الشوابك

شموسٌ جلتهنَّ النجومُ الشوابكُ

وقُضْبُ أراكٍ روضهنَّ الأرائكُ

أوانسُ حلاّها الشبابُ قلائداً

جواهرها ما هنَّ عنه ضواحك

تهادى ركابي في دجى الليلِ بارقٌ

يُضاهيه عَضْبٌ في يمينيَ باتك

وقد خَفَقَتْ زُهْرُ النجومِ كأنما

تُهَزُّ بأيدي الريح منها نيازك

وأسبلتِ الظلماءُ ستراً مِنَ الدجى

له منْ حسامي أو سنا البرقِ هاتك

فللهِ منْ سُعْدى ليالٍ سعيدةٌ

أرتني بياضَ الوصلِ وهي حوالكُ

وللهِ أعطافٌ لدانٌ هَصَرْتُها

ولا ثمَرٌ إلاَّ الثديُّ الفوالك

تؤنِّبني فيه العواذلُ ضلَّةً

لتسلكَ بي غيرَ الذي أنا سالك

ولا وسبيل اللهِ ما أنا آخذٌ

بعذلٍ ولا نهجَ الهوى أنا تارك

وَمَنْ حُبُّهُ للخرَّدِ العينِ صادقٌ

رأى أنَّ مَنْ أَهدى النصيحةَ يافك

أأحْقِنُ دمعي لا أُريقُ غمامةً

وفي الحَلْي ساجي الطرفِ للدم سافكُ

وأملكُ شوقي أنْ يذيبَ جوانحي

ولي من جفونِ المالكيةِ مالك

وبالقبَّة البيضاءِ خُمْصانَةُ الحشا

كظبي النَّقا ريّاً كما ارتجَّ عانك

بَرود الثَّنايا يزعمُ الروضُ أنَّهُ

لمبسمها في الأقحوانِ مُشارك

تسيرُ مطاياها وعند مسيرها

لها بينَ أحناءِ الضلوعِ مبارك

لئن فتكتْ بي مقلتاها فَرُبَّما

أكرُّ وعزمي بالحوادثِ فاتك

وما لحظاتُ الغيدِ إلاَّ صوارمٌ

ولا نزعاتُ البينِ إلاَّ معارك

سأصدمُ أحشاءَ الظلامِ بعزمةٍ

ولو فَغَرَتْ فاهاً إليَّ المهالك

وأكثرُ ما يُلقى أخو العزمِ سالكاً

إذا لم يكنْ إلاَّ المنايا مَسالك