هل لي سوى وطف الغمائم مسعد

هَل لِي سِوى وُطفِ الغَمائِمِ مُسعِدُ

بَينَ اللَواعِجِ وَجدُهُ يَتَوَقَّدُ

فَتبَسُّمُ الأَنوارِ عِندَ بُكائِها

قَد دَلَّ أَنّ بُكاءَهُنَّ تَعَمُّدُ

يا لائِمِيَّ وَقَد سَفَحتُ مَدامِعي

لَمّا خَلا بِالسَفحِ مِنها مَعهَدُ

كُنتُم تَرَون الرَأيَ رَأيي في البُكا

لَو أَنّ لَيلَكُم كَلَيلِيَ سَرمَدُ

الصُبحُ مَسدُود المَطالِعِ دُونَنا

وَالنجم عَن خَطوِ الغُروبِ مُقَيَّدُ

لا تُنكِرُوا خَفَقانَ قَلبِي إِنّهُ

سَكرانُ مِن خَمرِ الجُفونِ مُعَربِدُ

وَلتَسألُوا الرَكبَ اليَمانِيّ الأَلى

ظَعَنُوا بِميَّة أَينَ مِنها المَوعِدُ

بِالكِلَّةِ الحَمراءِ مِنها جُؤذَرٌ

وَسنانُ مَصقُولُ التَرائِبِ أَغيَدُ

خَفَقَت لَهُ زُهرُ الكَواكِبِ غيرةً

لَمّا تَحلّى الدُرَّ مِنهُ مُقَلَّدُ

وَبَكى الحَمامُ صَبابَةً إِن لَم يَكُن

بِقضيب قامتِه الرطيب يُغَرِّدُ

فَليَعلِم الغادُونَ أَنّ جَوانِحي

مَثوى الأَحِبَّةِ غُوَّرُوا أَو أَنجَدُوا

أَم يَنشُدُ الركبانُ بَين رِحالِهم

وَقَد اِرتَمَت بِهُم النَوى ما أَنشَدُوا

ضاعَ الفُؤادُ غَداةَ بَينِهِمُ وَما

في غَيرِ هاتيكَ المَراحِلِ يُوجَدُ