ومرنة قدحت زناد صبابتي

ومُرِنّةٍ قَدَحَتْ زنادَ صبابتي

والبرقُ يَقْدَحُ في الظلامِ شَرارَهُ

ورقاءُ تأرَقُ مقلتي لبكائها

ليلاً إذا ما هَوَّمتْ سمَّارُهُ

إيهٍ بعيشكِ يا حمامةُ خبِّري

كيف الكثيبُ ورَنْدُهُ وعَرارُهُ

أَتَنَفّسَت بتنفُّسي أَثْلاتُهُ

أم أَيْنَعَتْ بمدامعي أزهارُهُ

أم ذلك الخِشْفُ الذي بجوانحي

مثواهُ لكن بالمشقَّرِ داره

حَفِظَ العهودَ وأيّ عهدِ مُهفهفٍ

ما جُذَّ في حُكْمِ الغرام مُغاره

كيف العزاءُ ودونَ ذاك الظبي مِنْ

أدواتِ أُسْدِ الغيل ما يختاره

فمن الخيولِ جيادُها ومن السيو

فِ حدادُها ومن القنا خَطَّاره

أما الفوارسُ فاستداروا حَوْلَهُ

حيث استقلَّ كما استدار سواره

أنضَوْا شفارَهُمُ الصقيلة دونَهُ

حتى حَسِبْنا أنها أشفاره

ولربَّما هَزُّوا الذوابلَ مثلما

هَزَّ المعاطفَ لحظُه وعُقارُهُ

أحْبِبْ به منْ شادنٍ مُتربِّبٍ

دانٍ وإنْ ألوى وشطَّ مزاره

في وجنتيه من المهنّدِ ما اكتسي

يومَ الوغى وبمقلتيه غِراره

هو ميّتٌ لولا رجاءُ وصاله

والعيشُ لولا صدُّه ونفاره

حيّا الإلهُ مَراحَهُ ومقيله

ما قرَّ في مَثوى الضلوعِ قراره