ومسددين إلى الطعان ذوابلا

ومسَدِّدين إلى الطعانِ ذوابلاً

فازوا بها يومَ الهياجِ قِداحا

مُتسربلي قُمُصِ الحديدِ كأنها

غُدرانُ ماءٍ قد ملأنَ بطاحا

شبّوا ذبال الزرق في ليل الوغى

ناراً وكلَّ مُذرَّبٍ مصباحا

سُرُجٌ تَرى الأرواحَ تُطفي غيرها

عبثاً وهذي تطفئُ الأرواحا

لا فَرقَ بين النيراتِ وبينها

إلاّ بتسمية الوشيج رماحا

هبها تبدَّتْ في الظلام كواكباً

لمَ لا تغورُ معَ النجومِ صباحا

هُزَّتْ مُتونُ صِعادِها فاستيقظت

بأساً وضرَّجتِ الجسومَ جراحا

وجنى الكُماةُ النصرَ من أطرافها

لمّا انثنت بأكفِّها أدواحا

لا غَرْوَ أنْ راحتْ نَشاوى واغتدت

فلقد شَرِبْنَ دمَ الفوارسِ راحا