إني نظرت ولا صواب لعاقل

إِنّي نَظَرتُ وَلا صَوابَ لِعاقِلٍ

فيما يَهُمُّ بِهِ إِذا لَم يَنظُرِ

فَإِذا كِتابُكَ قَد تُخيِّر خَطُّهُ

وَإِذا كِتابي لَيسَ بِالمُتَخَيَّرِ

وَإِذا رُسومٌ في كِتابِكَ لَم تَدَع

شَكّاً لِمُعتَنِف وَلا لِمُفَكِّرِ

نُقَطٌ وَأَشكالٌ تَبينُ كَأَنَّها

نَدبَ الخُدوشِ تَلوحُ بَينَ الأسطُرِ

تُنبيكَ عَن رَفعِ الكَلامِ وَخَفضِهِ

وَالنَّصب مِنهُ لِحالِهِ أَو مَصدَرِ

وَتُريكَ ما يُعيا بِهِ فِبَعيدُهُ

كَقَريبه وَمُقَدَّم كَمُؤَخَّرِ

وَإِذا كِتابُ أَخيكَ مِن ذا كُلِّه

عار فَبِئسَ لِبايِعٍ وَلِمُشتَري

فَاِقبِض كِتابَ أَخيكَ غَير مُنافِس

فيهِ وَخَلِّ لَهُ كِتابَكَ وَاِعذُرِ

وَاِعلم بِأَنَّكَ لا تَزالُ مُؤَخّرا

مُستَأخِرا في العِلمِ ما لِم تَكسِرِ

إِنّي أَرى حَبسَ السَّماعِ عَلى الَّذي

شارَكتَهُ فيهِ وَكَسر الدَّفتَرِ