رعى الله قوماً في دمشق أعزة

رَعى اللَهُ قَوماً في دِمَشقَ أَعزَّةً

عَلَيَّ وَإِن لَم يَحفَظوا عَهدَ مَن ظَعَن

أَحِبَّةَ قَلبي في الدُنُوِّ وَفي النَوي

وَأَقصى أَماني النَفسِ في السِرِّ وَالعَلَن

أُناساً أَعدُ الغَدرَ مِنهُم بِذِمَّتي

وَفاءً وَأَلقى كُلَّ ما ساءَني حَسَن

وَكَم فَوَّقوا نَحوي سِهاماً عَلى النَوى

فَأَصمت فُؤادي وَاِعتَدَدتُ بِها مِنَن

وَقَد وَعَدتني النَفسُ عَنهُم بِسَلوَةٍ

وَلَكِن إِذا ما قُمتُ في الحَشرِ بِالكَفَن

يُذَكِّرُني البَرقُ الشَآمِيُّ إِن خَفا

زَماني بِكُم يا حَبَّذا ذَلِكَ الزَمَن

وَيا حَبَّذا الهضبُ الَّذي دونَ عزَّتا

إِذا ما بَدا وَالثَلجُ قَد عَمَّمَ القُنَن

أَأَحبابَنا لا أَسأَلُ الطَيفَ زَورَةً

وَهَيهاتَ أَينَ الديلَمياتُ مِن عَدَن

وَهَبكُم سَمحتُم وَالظُنونُ كَواذِبٌ

بِطَيفِكُمُ أَينَ الجُفونُ مِن الوَسَن

وَكَم قيلَ لي في ساحَةِ الأَرضِ مَذهَبٌ

وَعَن وَطَنٍ لِلنَفسِ مَيلٌ إِلى وَطَن

وَهَل نافِعي أَنَّ البِلادَ كَثيرَةٌ

أَطوفُ بِها وَالقَلبُ بِالشامِ مُرتَهَن

وَما كُنتُ بِالراضي بِصَنعاءَ مَنزِلاً

وَلَو نلتُ مِن غُمدانَ ملكَ ابنِ ذي يَزَن

عَسى عطفَةٌ بَدرِيَّةٌ تَعكِسُ النَوى

فَأَلفى قَريرَ العَينِ بِالأَهلِ وَالوَطَن