لا عاد في حلب زمان مر لي

لا عادَ في حَلبٍ زَمانٌ مَرَّ لي
ما الصُبحُ فيهِ مِنَ المَساءِ بِأَمثَلِ
سِيّانِ في عَرصاتِها رَأدُ الضُحى
عِندي وَدَيجورُ الظَلامِ المُسبَلِ
في مَعشَرٍ لعَنوا عَتيقاً لا سُقوا
صَوبَ الغَمامِ وَمَعشَرٍ لَعَنوا عَلي
قَومٌ عُهودُ رِجالِهِم مَحلولَةٌ
أَبَداً وَعَهدُ نِسائِهِم لَم يُحلَلِ
مِن كُلِّ مائِسَةِ القَوامِ رَشيقَةٍ
رودِ الشَبابِ كَدميةٍ في هَيكَلِ
خطيةِ الخطواتِ يَثني قَدَّها
مَرحٌ فَيَهزَأُ بِالوَشيجِ الذُبَّلِ
وَإِذا عَلاها راكِبٌ رَقَصَت بِهِ
رَقصَ القَلوصِ بِراكِبٍ مُستَعجلِ
وَمُقَطَّعِ الأَرماجِ لَيسَ لِدائِهِ
راقٍ وَأَعيا الداءِ داءُ الأَسفَلِ
مازالَ يَنتفُ شَعرَ خَدَّيهِ إِلى
أَن أَصبَحَت وَجناتُهُ كَالمُنخُلِ
وَلَسَوفَ أُعرِبُ عَن غَريبِ صِفاتِهِم
مُستَأنِفاً ما فاتَ في المُستَقبَلِ
بِقَلائِدٍ ما أُنشِدَت في مَحفَلٍ
إِلّا وَكانَت عُقلَةَ المُستَعجِلِ
شِعرٌ يُقَطّعُ بِالنِعالِ أَخادِعَ ال
أَعشى وَيحرا في عَوارِضِ جَروَلِ
- Advertisement -