أضاء بذات الأضا بارق

أَضاءَ بِذاتِ الأَضا بارِقٌ

مِنَ النورِ في جَوِّها خافِقُ

وَصَلصَلَ رَعدُ مُناجاتِهِ

فَأَرسَلَ مِدرارَهُ الوادِقُ

تَنادَوا أَنيخوا فَلَم يَسمَعوا

فَصِحتُ مِنَ الوَجدِ يا سائِقُ

أَلا فَاِنزِلوا ها هُنا وَاِرتَعوا

فَإِنّي بِمَن عِندَكُم وامِقُ

بِهَيفاءَ غَيداءَ رُعبَوبَةٍ

فُؤادُ الشَجِيِّ لَها تائِقُ

يَفوحُ النَدِيِّ لَدى ذِكرِها

فَكُلُّ لِسانٍ بِها ناطِقُ

فَلَو أَنَّ مَجلِسَها هَضمَةٌ

وَمَقعَدَها جَبَلٌ حالِقُ

لَكانَ القَرارُ بِها حالِقاً

وَلَن يُدرِكَ الحالِقَ الرامِقُ

فَكُلُّ خَرابٍ بِها عامرٌ

وَكُلُّ سَرابٍ بِها غادِقُ

وَكُلُّ رِياضٍ بِها زاهِرٌ

وَكُلُّ شَرابٍ بها رائِقُ

فَلَيلِيَ مِن وَجهِها مُشرِقٌ

وَيَومِيَ مِن شَعرِها غاسِقُ

لَقَد فَلَقَت حَبَّةَ القَلبِ إِذ

رَماها بِأَسهُمِها الفالِقُ

عُيونٌ تَعَوَّدنَ رَشقَ الحَشا

فَلَيسَ يَطيشُ لَها راشِقُ

فَما هامَةٌ في خَرابِ البِقاعِ

وَلا ساقُ حُرٍّ وَلا ناعِقُ

بِأَشأُمَ مِن باذِلٍ رَحَّلوا

لِيُحمَلَ مَن حُسنُهُ فائِقُ

وَيُترَكَ صَبّاً بِذاتِ الأَضا

قَتيلاً وَفي حُبِّهِم صادِقُ