ألا إنني عبد لمن أنا ربه

ألا إنني عبدٌ لمن أنا ربُّه

قضى بالذي قد قلته في الهوى الخبر

إذ كان عينُ الحقِّ عيني وشاهدي

يكون لنا في العالمِ الخلقُ والأمرُ

فيعرفني من كان في الحق مثلنا

ومن لم يكن يسرع إلى قلبه النكر

فمن كان علاماً بما جئته به

يكون له من ربه النائلُ الغَمْرُ

ومن قال فيه بالجوازِ فإنه

يكون له من نفسِه الغُلُّ والغمر

ومن قال فيه بالمُحال فإنه

هو الظالمُ المحجوبُ والجاهل الغمر

لقد طبعَ الله القلوبَ بطابع

من الطبعِ حتى لا يداخلها الكبر

وكيف يكون الكبرُ في قلبِ عاجزٍ

ذليلٌ له من ذاتِه العجزُ والفقرُ

فسبحان من أحيا الفؤادَ بفهمه

فلن يحجبنه العسر عنه ولا اليسر

تراءيت لي من خلف سَتر طبيعتي

وقد علمتْ نفسي الذي يحجبُ الستر

فراكبُ بحرِ الطبعِ بالحالِ طالبٌ

ويطلبه من حالِه الصبرُ والشكرُ

ومَن كان في البرِّ المشق مسافراً

تعوّذَ من وعثائه العارفُ الحبر