أنا ورقاء المثاني

أنا ورقاءُ المثاني

مَسكني رَوضُ المعاني

أنا عينٌ في العيانِ

ليس لي غيرُ المثاني

فيناديني يا ثاني

وأنا لستُ بثاني

ينتهي إلى وجودي

كلُّ شيءٍ في الكيان

أنا أتلو من تسامتْ

ذاتُه عنِ العيانِ

لي حكمٌ مُستفادٌ

في الأقاصي والأداني

ليس لي مثل سوى من

شانُه يشبه شاني

فانتقد إن كنتَ تبغي

ما أتى به لساني

من رقائقَ تدلَّتْ

بحقائقَ حسانِ

لقلوبٍ قد تولَّتْ

عن زخارفِ الجِنانِ

طالباتٍ من تعالى

عن تصاريفِ الزمانِ

فهو الفردُ المعلى

ما له في الحكمِ ثاني

وهو الذي اجتباني

وهو الذي اصطفاني

وأقامني عَديلاً

بين دنٍّ ودِنانِ

فأُقاصي كلَّ قاصٍ

وأُداني كلَّ داني

وأُوالي كلَّ والٍ

وأُعاني كلَّ عاني

فإذا هَويت سَفلاً

فبروجُ السَّرَيانِ

وإذا صعدتُ عُلواً

فلتحليل المباني

فأنا أعطي المعاني

وأنا أخلي المغاني