إذا رأيت وجودا ما له حد

إذا رأيتُ وجوداً ما له حدُّ

أقبلتُ أعدو إليه وهو بي يعدو

فقال لي وهو مِن ذاتي يخاطبني

إنَّ الوجودَ الذي رأيته فقدُ

فقلت أنتَ معي فقال أنت معي

كالفردِ يضربُ فيه عندنا الفردُ

لما رأيت وجودي لا يزايلني

علمتُ أنَّ وجودَ السيِّد العبد

بذا أتتْ في كتابِ الله صورته

الأمر لله من قبلُ ومن بعد

الحقُّ عندي معي بي وهو معتمدي

في كلِّ حالٍ إذا أروحُ أو أغدو

الجودُ يبغي وجودي فهو لي سَنَدٌ

وما لنا منه في أعياننا بدّ

كمثلِ أسمائه الحسنى التي ثبتتْ

بالنصِّ يطلبها التقييدُ والعدُّ

إن العقولَ لتحصيها مفصلة

فيها الخلافُ وفيها المثلُ والضدّ

كذلك الحكم في كوني فأما أنا

أثبتها فلها الإثباتُ والوجد

والحلم فينا الذي يعطي حقائقنا

الحلُّ والعقد والتليين والشدُّ

هو الذي لم يزل يخفي حقيقته

بما هي اليومَ في أبصارنا تبدو

منه الأمور التي تشقى وتسعدنا

أخرى ويشهد ذا ألغيّ والرشد