إن الوجود وجود الحق ليس لنا

إنَّ الوجودَ وجودُ الحقِّ ليس لنا

فيه مجالٌ إذا ما كنتُ أعنيه

إني لأشهدُه والحقُّ يشهدني

إني أشاهده بما أنا فيه

فليس للكونِ إلا ما يشاهده

وأما نُعتُّ بمعنى من معانيه

لذا أكون به في ظاهري علماً

وباطني ألم مما أعانيه

بيني وبينك عهدٌ منك قرَّره

شرعٌ أتانا فنوفيه وأوفيه

فما ترى العينُ من شيء تسربه

الإ وفي الحال يخفيه ويحميه

فلست أدرك من شيءٍ حقيقته

وكيفَ أدركه وأنتم فيه

بل عينه ولذا قامَ الدليلُ لكم

عليَّ قطعاً فتبديه وتخفيه

وما علمت بهذا الأمرِ من جهتي

بل الكلامِ الذي سمعتُ من فيه

فإنه عينُ نطقي إذ أكلمكم

مع اللسانِ وهذا القدرُ يكفيه

إني لأخفي أموراً من حقائقه

مبيناتٍ لأمرٍ كان يرضيه

عمن وما ثَمَّ إلا واحدٌ فلذا

أقاسي منه الذي مني يقاسيه

شوقي شديدٌ وشوقُ الحقِّ أعظمُ من

شوقي كذا جاء فيما كان يوحيه

إني خليفيه داود وأضوأ من

قد كان في قبضة الرحمن يبديه

هبَّت علينا رياحُ الجودِ من كَرَمٍ

أتتْ به رُسْله لدى تجلِّيه

فناله العارفُ النِّحرير من كتب

بما يكون عليه من تحليه

إنْ كان في ملأ فالحالُ يخجله

لذا يرى مائلاً إلى تخليه

إن الجهولَ الذي للغير يثبتها

وفيّ منكرها جَهراً يُباريه

وإنْ درى انني بالورث أملكها

لقامَ من حدٍّ للنورِ يطفيه

فما لنا حيلة نرجو الخلاصَ بها

إلا لنسألَ من أطغاه يهديه