الجود أولى به والفقر أولى بنا

الجودُ أولى به والفقر أولى بنا

فكن به لا تكنْ إلاَّ له ولنا

ما في الوجودِ سوى فقرٍ وليس له

ضدّ سمونه في الاصطلاحِ غنى

أين الغنى وأنا بالذات أقبلُ ما

يريد تكوينه والكونُ مني أنا

فالكونُ مني ومنه فاعتبر عجباً

هذا الذي قلته قد كان قبل أنا

أنا به كالذي ضربته مثلاً

وإنه بوجود المعتقين بنا

قد ارتبطنا لأمر لا انفكاكَ لنا

منه وما منه من نشأتيّ عنا

مثل النتيجة كان الكونُ عن عدمٍ

ولم يكن عن وجودِ تحمل الأمنا

عينُ النكاحِ بدا بالكشف يشهده

بصورتيه ولكنَّ الإله كنى

قد أشرقتْ أرضنا بنور بارئها

كالنفس منه إذا سوّى لها البدنا

والنفسُ في الكونِ عن جسم وعن نفس

جاد الإله به لذاك عللنا

فلم أزل لوجودِ الجودِ أطلبه

فعلةُ الفقرِ فينا علة الزمنا

لو لم يكن لم أكن لو لم أر لم ير

فالكونُ مني به والعلمُ منه بنا

لولا النبيّ صحيحٌ ما أتاك به

نصٌ جليٌ حكاه في القرآنِ لنا

في سورة الأنبياءالزهرِ في زُمُر

أتى بحرفِ امتناعٍ واضحاً علنا

هذا الدليلُ على إمكانه ولذا

لو شاء كان اصطفاءٌ منه عنه لنا

ولو يكون لصلبٍ كان عن جسد

في ناظر العينِ لم يدرك به غبنا

لقد تجلَّى لقومٍ في منامهمُ

فعاينوه شهوداً منظراً حَسَنا

مثل المعاني التي التجميل جسدها

كالعلم يشربه في نومه لبنا