الشكر لله لا أبغي به عوضا

الشكر لله لا أبغي به عوضاً

بل شكرنا امتثالٌ للذي فرضا

خلي لي الأمر في الأكوان أجمعها

وغادر القلبَ مشغوفاً به ومضى

فما رأيتُ بريقاً في جوانبها

إلا وكان هو البرقُ الذي ومضا

وآض عني الذي قد كان يحجبني

لما رأى النور في آفاقهنّ أضا

لما سلكت سبيلَ الواصلين إلى

بحر العماءِ رأيتُ الزاخراتِ أضا

فقلت هل ثمّ بحرٌ لا يكون له

سيفٌ فقالوا نعم هذا الذي اعترضا

ما بيننا وهو من وجه يخيط بنا

وما له غاية ولا عليه فضا

ونحن فيه كغرقي يسبحون به

ولا يقاسون همّاً لا و لا مضَضَا

بحرُ الثبوتِ الذي أبدى جزائره

فيه ومنه بما قد شاءه وقضى

والناسُ سَفَرٌ ولكن من جزائره

إلى جزائره في شقوةٍ ورضى

الاسم يوجدنا والذاتُ تعدمنا

فما ترى صحةَ إلا ترى مرضا

إساتنا لم تكن إلا إساءتنا

وهي الغذاء لمن قد صحَّ أو مرِضا

بها بدا عفوه عنا ورحمته

ومن يقومُ به إحسانه نهضا

إلى الوجودِ الذي ما عنده عدمٌ

وهو الذي حصَّل المأمولَ والغرضا