بالجزع بين الأبرقين الموعد

بِالجِزعِ بَينَ الأَبرَقَينِ المَوعِدُ

فَأَنِخ رَكائِبَنا فَهذا المَورِدُ

لا تَطلُبَنَّ وَلا تُغادي بَعدَهُ

يا حاجِرٌ يا بارِقٌ يا ثَهمَدُ

وَالعَب كَما لَعِبَت أَوانِسُ نُهَّدٌ

وَاِرتَع كَما رَتَعَت ظِباءٌ شُرَّدُ

في رَوضَةٍ غَنّاءَ صاحَ ذِئابُها

فَأَجابَهُ طَرَباً هُناكَ مُغَرَّدُ

رَقَّت حَواشيها وَرَقَّ نَسيمُها

فَالغَيمُ يَبرُقُ وَالغَمامَةُ تَرعُدُ

وَالوَدقُ يَنزِلُ مِن خِلالِ سَحابِهِ

كَدُموعِ صَبٍّ لِلفِراقِ تَبَدَّدُ

وَاِشرَب سُلافَةَ خَمرِها بِخِمارِها

وَاِطرَب عَلى غَرِدٍ هُنالِكَ يُنشِدُ

وَسُلافَةٌ مِن عَهدِ آدَمَ أَخبَرَت

عَن جَنَّةِ المَأوى حَديثاً يُسنَدُ

إِنَّ الحِسانَ تَفَلنَها مِن ريقِهِ

كَالمِسكِ جادَ بِها عَلَينا الخُرَّدُ