بين الحشا والعيون النجل حرب هوى

بَينَ الحَشا وَالعُيونِ النُجلِ حَربُ هَوىً

وَالقَلبُ مِن أَجلِ ذاكَ الحَربِ في حَرَبِ

لَمياءُ لَعساءُ مَعسولٌ مُقَبَّلُها

شَهادَةُ النَحلِ ما يَلقى مِنَ الضَرَبِ

رَيّا المُخَلخَلِ ديجورٌ عَلى قَمَرٍ

في خَدِّها شَفَقٌ غُصنٌ عَلى كُثُبِ

حَسناءُ حالِيَةٌ لَيسَت بِغانِيَةٍ

تَفتَرَّ عَن بَرَدٍ ظَلمٍ وَعَن شَنَبِ

تَصُدُّ جِدّاً وَتَلهو بِالهَوى لَعِباً

وَالمَوتُ ما بَينَ ذاكَ الجِدِّ وَاللَعبِ

ما عَسعَسَ اللَيلُ إِلّا جاءَ يَعقُبُهُ

تَنَفُّسُ الصُبحِ مَعلومٌ مِنَ الحِقَبِ

وَلا تَمُرُّ عَلى رَوضٍ رِياحُ صَباً

تَحوي عَلى كاعِباتٍ خُرَّدٍ عُرُبِ

إِلّا أَمالَت وَنَمَّت في تَنَسُّمِها

بِما حَمَلنَ مِنَ الأَزهارِ وَالقُضُبِ

سَأَلتُ ريحَ الصَبا عَنهُم لِتُخبِرَني

قالَت وَما لَكَ في الأَخبارِ مِن أَرَبِ

في الأَبرَقَينِ وَفي بَركِ العِمادِ وَفي

بَركِ العَميمِ تَرَكتُ الحَيَّ عَن كَثَبِ

لا تَستَقِلُّ بِهِم أَرضُ فَقُلتُ لَها

أَينَ المَفَرَّ وَخَيلُ الشَوقِ في الطَلَبِ

هَيهاتَ لَيسَ لَهُم مَعنىً سِو خَلَدي

فَحَيثُ كُنتُ يَكونُ البَدرُ فَاِرتَقِبِ

أَلَيسَ مَطلَعُها وَهمي وَمَغرِبُها

قَلبي فَقَد زالَ شُؤمُ البانِ وَالغَرَبِ

ما لِلغُرابِ نَعيقٌ في مَنازِلُنا

وَما لَهُ في نِظامِ الشَملِ مِن نَدَبِ