تراءيت لي في كل سيء فكنته

تراءيت لي في كلِّ سيء فكنته

ولو لم تكن عيني لما كنت مدرِكا

فأين أنا والكلُّ مني أنتمُ

ولم أدر من هذا الذي كان أدركا

فقل لي وعرِّفني فإني حائر

ولو كنته ما حرتُ العلمُ أنكا

إلهي فإن العبد عينُ حقيقتي

فنحن بنا عقلا وفي كشفنا بكا

فإن قلت إني لستكم كنتَ صادقا

وإن قلت إني أنتمُ فأنا لكا

لك الحكم فينا كيف شئتَ تأدبُّبا

لسرٍّ بدا لي كان للأمر أملكا

أنا كلُّ شي إن تأملتَ صورتي

فإني إنسانٌ وإن كنت مألكا

تمثَّلَ جبريلُ لمريمَ صورةً

من الإنس لم يأتِ بمثل ولا بكا

لنعلم أنّ الأمر عين الذي ترى

وقد صار ما عاينته فيه مهلكا

فإن شئت سلطاناً وإنْ شئتَ سوقة

وإن شئت ذا نسكٍ وإن شئتَ منسكا