توليت عنها طاعة حيث ملت

توليتُ عنها طاعة حيثُ ملّت

فيا ليتَ شعري بعدنا هل تولّتْ

تأملت خلفي هل أرى رسم دارها

فقالت ظنوني لا تخفْ ما تخلّتْ

تمتْ إلينا وهي تهجر ذاتنا

فأفنى وجودي عينها فاستقلَّت

تغافلتُ عنها مذ علمت بأنها

إذا بنتُ عنها أنها وجه قبلتي

تعجبتُ مني ثم منها لعلمها

وجهلي لما ضللتُ وضلت

ترى ليت شعري هل ترى العلم حيرة

وبالجهلِ عزّت ثم بالعلم ذلَّت

تخاطبها مني سرائر ذاتها

فما أنا منها غيرها حيثُ حلّت

تولت وما بانتْ وما مشت

لأني معلول لها وهي علتي

توهمت فيها حين قلتُ بأنها

هي الشرط في كوني وكان لغفلتي

تعاليتِ يا ذاتي فما ثَمَّ غيرنا

وما هي عيني فاعلموا أصلَ حيرتي