سبحان من كون السماء

سبحانَ من كوَّن السماءَ

والأرضَ والماءَ والهواءَ

وكوَّن النار اسطقاً

فاكتملتْ أربعاً وفاءَ

صعد ما شاءَهُ نجاراً

وحلل المعصِراتِ ماء

ولم يكن ذاك عن هواها

لكنه كان حين شاء

وإنما قلتُ حين شاء

من أجل مَن شرَّع الثناء

مع القبولِ الذي لديها

فميّزَ الداءَ والدواء

منازل الممكنات ليستْ

في كلِّ ما تقتضي سواء

فالأمر دور لذاك كانت

في الشكل كالأكرة ابتداء

تحرّكتْ للكمال شوقاً

تطلبْ في ذلك اعتلاء

والأمر لا يقضيه هذا

بل يقتضي أمرها انتماء

لولا وجودُ الذي تراه

ما أوجد الصبحَ والمساء

والحكم بي ما استقلَّ حتى

أوجد في عينها ذُكاء

من ضدّه كان كل ضدٍّ

فلم يكن ذلك اعتداء

أضحكني بسطُه ولما

أضحكني قبضه تناءى

من كونه مانعاً بخلنا

والمعطي أعطى لنا السخاء

فلو علمتَ الذي علمنا

رأيتَه كله عطاء

صيرني للذي تراه

على عيونِ النُّهى غطاء

وأنبت الحكم ما تراه

من خيرٍ أو ضدَّه جزاء

وهو صحيح بكلِّ وجهٍ

أثبتَه الشارع ابتلاء

فقال هذا بذا ففكِّر

إذ تسمعِ القولَ والنداء

والجودُ ما زال مستمّرا

أودعه الأرضَ والسماء

قد جعلَ الله ما تراه

منها ومن أرضها ابتناء

فقال إني جعلت أرضي

فراشها والسما بناء

فالأمر أنثى تمدُّ أنثى

لكنه رجح الخفاء

من غيرةٍ كان ما تراه

مما به خاطب النسا

فذكر البعلَ وهو أنثى

وعند ذاك استوى استواء

من يعرقِ السر فيه يعثر

على الذي قلته ابتداء