سرائر سر لا تصان ولا تفشى

سرائر سرٍّ لا تصان ولا تفشى

وأبكارها لا تُستباح ولا تغشى

فمطعمها للحسِّ شهدٌ لذائق

وملمسها للعقلِ كالحية الرقشا

تولد للأفكار في كلِّ ساعةٍ

من اليومِ والليلِ البهيمِ إذا يغشى

إناثاً وذكرانا لمعنى بصورةٍ

بها قيدته مثل ما قيد الأعشى

فقال بأنَّ الضوءَ ممتزجٌ وما

نوى بالذي قد قال سءاً ولا غشا

وقال الذي لم يعرف الحكم إنه

نوى بالذي قد قاله للورى غشا

فلو يدري أنَّ النور يستر ليله

وأنَّ وجودَ السلخِ صيَّره نشا

لقال بأنَّ الأمر نورٌ وظلمتُه

وذلك حقٌّ ما به بان أن يغشى

فمن سبر الأمر الذي قد سبرته

يكون إماما لا يخافُ ولا يخشى