عج بالركائب نحو برقة ثهمد

عُج بِالرَكائِبِ نَحوَ بُرقِةِ ثَهمَدِ

حَيثُ القَضيبُ الرَطبُ وَالرَوضُ النَدى

حَيثُ البُروقُ بِها تُريكَ وَميضَها

حَيثُ السَحابُ بِها يَروحَ وَيَغتَدي

وَاِرفَع صُوَيتَكَ بِالسُحَيرِ مُنادِياً

بِالبيضِ وَالغيدِ الحِسانِ الخُرَّدِ

مِن كُلِّ فاتِكَةٍ بِطَرفٍ أَحوَرٍ

مِن كُلِّ ثانِيَةٍ بِجيدٍ أَغيدِ

تَهوي فَتُقصِدُ كُلَّ قَلبٍ هائِمٍ

يَهوى الحِسانَ بِراشِقٍ وَمُهَنَّدِ

تَعطو بِرَخصٍ كَالدَمَقسِ مُنَعَّمٍ

بِالنَدِّ وَالمِسكِ الفَتيقِ مُقَرمَدِ

تَرنو إِذا لَحَظَت بِمُقلَةِ شادِنٍ

يُعزى لِمُقلَتِها سَوادُ الإِئمِدِ

بِالغُنجِ وَالسِحرِ القَتولِ مُكَحَّلٍ

بِالتَيهِ وَالحُسنِ البَديعِ مُقَلَّدِ

هَيفاءُ ما تَهوى الَّذي أَهوى وَلا

تَفِ لِلَّذي وَعَدَت بِصِدقِ المَوعِدِ

سَحَبَت غَديرَتَها شُجاعاً أَسوَداً

لِتُخيفَ مَن يَقفو بِذاكَ الأَسوَدِ

وَاللَهِ ما خِفتُ المَنونَ وَإِنَّما

خَوفي أَموتُ فَلا أَراها في غَدِ