غادروني بالأثيل والنقا

غادَروني بِالأَثيلِ وَالنَقا

أَسكُبُ الدَمعَ وَأَشكو الحُرَقا

بِأَبي مَن ذُبتُ فيهِ كَمَداً

بِأَبي مَن مُتُّ مِنهُ فَرَقا

حُمرَةُ الحَجلَةِ في وَجنَتِهِ

وَضَحُ الصُبحِ يُناغي الشَفَقا

قَوَّضَ الصَبرُ فَطَنَّبَ الأَسى

وَأَنا ما بَينَ هذَينِ لَقا

مَن لِبَثّي مَن لِوَجدي دُلَّني

مَن لِحُزني مِن لِصَبٍّ عَشِقا

كُلَّما ضَنَّت تَباريحُ الهَوى

فَضَحَ الدَمعُ الجَوى وَالأَرَقا

فَإِذا قُلتُ هَبوا لي نَظرَةً

قيلَ ما تُمنَعُ إِلّا شَفَقا

ما عَسى تُغنيكَ مِنهُم نَظرَةٌ

هِيَ إِلّا لَمحُ بَرقٍ بَرَقا

لَستُ أَنسى إِذ حَدا الحادي بِهِم

يَطلُبُ البَينَ وَيَبغي الأَبرَقا

نَعَقَت أَغرِبَةُ البَينِ بِهِم

لا رَعى اللَهُ غُراباً نَعَقا

ما غُرابُ البَينِ إِلّا جَمَلٌ

سارَ بِالأَحبابِ نَصّاً عَنَقا