فأنا السر المسوى

فأنا السِّرُّ المسوَّى

خلْقُه بلا بَنانِ

رَتَّب الأمور فيه

خالقي لما بناني

فأنا صخرٌ ومني

تتفجر المعاني

وأنا مع العوالي

مثلُ أفراسِ الدهانِ

وأنا الذي توارى

جسمه عن العيانِ

والذي أجبتُ ربّي

طائعاً لما دعاني

فالذي يرى وجودي

لتصاريفِ الزمانِ

كفؤادِ أمِّ موسى

فارغاً منَ المعاني

فهو الخليُّ حقاً

من حقائقِ البيان

فأنا أصلُ المعاني

وأنا أُسُّ الأغاني

وأنا سرُّ إمام

فاضلٍ سامي المكانِ

عِلمُه أكمل علم

شانُه أعظم شان

هامَ بي لمّا رآني

في مقاصرِ الجنانِ

لا أسميه فإني

خائف حدَّ السِّنانِ

والذي يفهمُ قولي

هو صخر بن سِنان

أكرمُ الوجودِ كفّاً

ثابتٌ عند الطِّعان

فأنا والأمُّ والجدّ

ةُ والجدُّ المعاني

في وجودِنا من الجو

دِ معاً بلا زمانِ

مثل ما لاح لعينٍ

في الهوى بَرقٌ يماني