قل للذي اعتبر الوجود مثالا

قل للذي اعتبر الوجودَ مِثالاً

هل نال منه العرفون مَنالا

لا و الذي خضع الوجودُ لعزِّه

ما زادهم إلا عمىّ وضلالا

فإذا عجزتَ عن المنال علمتَه

بالعجز ليس بما اعتبرتَ مثالا

قد حاز من جعل المثالَ دليلَه

للعلمِ بالله العظيمِ خبالا

فيراه تاجاً في الرؤوس مكللاً

ويراه في رجلِ الرجالِ نعالا

ورأيته عند اللجينِ مخلصاً

للناظرين وفي النضار ذُبالا

لا تقطعن بما ترى من صورة

فالشمسُ وقتاً قد تكون هلالا

ما سمى البدرُ المنير هلاله

إلا كبرته إهلالا

حلاك تعظيمُ التشهُّد ذاته

من خلقِه سبحانه وتعالى

وتحوزُ منه مكانةً علويةً

بعلومها ومراتباً وكمالا

دارت رحى الألباب في طلبِ الذي

ما زال في أرحى العقول ثفالا

فيرى مطيهمُ لذاك من الوجى

تشكو عياءً عنده وكَلالا