ولا أنس يوما عند وانة منزلي

وَلا أَنسَ يَوماً عِندَ وانَةَ مَنزِلي

وَقَولي لِرَكبٍ رائِحينَ وَنُزَّلِ

أَقيموا عَلَينا ساعَةً نَشتَفي بِها

فَإِنّي وَمَن أَهواهُمُ في تَعَلُّلِ

فَإِن رَحَلوا ساروا بِأَيمَنِ طائِرٍ

وَإِن نَزَلوا حَلّوا بِأَخصَبِ مَنزِلِ

وَبِالشَعبِ مِن وادي قَناةٍ لَقيتُهُم

وَعَهدي بِهِم بَينَ النَقا وَالمُشَلَّلِ

يُراعونَ مَرعى العيسِ حَيثُ وَجَدنَهُ

وَلَيسَ يُراعوا قَلبَ صَبٍّ مُضَلَّلِ

فَيا حادِيَ الأَجمالِ رِفقاً عَلى فَتىً

تَراهُ لَدى التَوديعِ كاسِرَ حَنظلِ

يُخالِفُ بَينَ الراحَتَينِ عَلى الحَشا

يُسَكِّنُ قَلباً طارَ مِن صَرِّ مَحمَلِ

يَقولونَ صَبراً وَالأَسى غَيرُ صابِرٍ

فَما حيلَتي وَالصَبرُ عَنّي بِمَعزَلِ

فَلَو كانَ لي صَبرٌ وَكُنتُ بِحِكمَةٍ

لَما صَبَرَت نَفسي فَكَيفَ وَلَيسَ لي