ولما رأيت الأمر يعلو ويسفل

ولما رأيتُ الأمر يعلو ويسفل

ويقضي به الحقُّ المبين ويفصلُ

تصرّفُه الأهواء أنى توجهت

فيقضي به ريحُ جنوبٍ وشمأل

تنبه قلبي عند ذاك عناية

من الله جاءته وقد كان يعقل

فو الله لولا أن في الصدق ثلمة

لما كان قلبُ العبدِ يسهو ويغفل

وقلت لقلبي ما دعاك لما أرى

فلم أدر إلا أنها تتأوّل

بحثت عن أصل الأمرِ ما أصل كونه

فلاحَ لنا في ذلك البحثِ فيصل

فأعلم أنَّ الحكم للعلم تابعٌ

كما هو للمعلومِ والأمر يجهلُ

ولما رأيتُ الحقَّ فيما ذكرته

علمت بأن الأمر جبر مفصل

وأن إله الخلقِ بالخلقِ يفصلُ

وبالخلقِِ أيضاً بالمكاره يعدل

فمن لام غيرَ النفسِ قد جار واعتدى

ومن لامها فهو الشهيد المعدّل

ولما رأيتُ الحق للخلقِ تابعا

تساوي لديَّ الخوف والأمن فاعملوا

على كشفِ هذا واعملوا بمناره

فإن به تسمو الذواتُ وتكمل