إن العرين الذي يحتله الأسد

إن العرين الذي يحتلّه الأسدُ

دار المليك وفيها العيشة الرغد

سُرادقُ المجد مضروب على ملكٍ

لألاؤه في عراص العزّ متقد

ربع من الملك معمور وأفنية

بها العلا والندى والبأس والجلد

يا حسن دولة روح الله فدكملت

به السعادة واستعلى له الأبد

هو الغمام المرجى صوب عارضه

والصارم المنتضى والفارس النجد

عضب العزيمة ماضي الوهم مختلس

خواطر الحزم بالأراء منفرد

يحمين حوزتهُ والحربُ فاعزةٌ

في حين لا حجف يغني ولا زرد

ما حلّ أرضاً ولم ينهد إلى بلد

إلا تعمم روضا ذلك البلد

صاف وفيه على أعدائه كدر

والغيث منه يكون الماء والزبد

يا زايغ القلب إن السيف مطلّع

على القلوب فكظما للذي تجد

هذا هو الأسد الرامي براثنه

عليه من زغف ما ذيّة لبد

ألقى على أفق الدنيا كلا كله

فالقرب في خوفه سبان والبعد

الله أكبر جاء الحق يقدمه

نصر المليك فلا وان ولا جحد

يا أيها الملك المرسي بعزمته

طود الخلافة لمّاسمّه الأود

كم موقف لك ليس الله ناسيه

والدين مهتضم والملك مضطهد

جلوت وجه العلا فيه بذي شطبٍ

ماء المنية في متنيه مطرّد

يهتزّ في وجه إفريز تجلّلهُ

كأنّه حبة في متنها رُبَد

فكان مجدك موجودا لطالبهِ

والمجد في الروع موجود ومفتقد

أججتَ للكفرين من كفيك ملحمة

أضحى بها الموت في حوبائه بخد

نشرت راياتك الصفر التي وسمت

بالنصر فهو لها تحت الوغى مدد

لاقيتهم ووجوه الخيل عابسة

والبيض ضاحكة والموت محتشد

في فتية من نتاج الحرب قد ضمنت

أسيافهم للمنايا أنها ترد

حيّيتهم ببنات الخط بفرعها

زرق معرّسهُنّ القلب والكبد

من كل اسمر تستسقي المنون به

من القلوب دماما إن له قوَدُ

وقد تيقّن أن لا صبر يسعدهم

وأن صبرك لا تحصى له المددُ

خافوا بأنفاسهم مما ألمّ بهم

فهم يظنّون رعبا أنها رصد

يا أيها الملك عيسى والذي يده

تولي مواهب لا يحصى لها عدد

زفّت إليك قوافي الشعر محكمة

ولم يكن في الورى كفؤا لها أحد

فإن أنل منك ما قد جئت آملهُ

فإنّني أهل ما تولي وما تعد

حسدت حقا على فضل خصصت به

فليس لي عند ملك منكمُ سندُ

أصغيتم في تقليداً لما ذكروا

من العيوب فعيشي كله نكدُ

أضرّ بي الدهر فالايام لا جدة

حصّلتُ فيها ولا مال ولا ولد

فأين أسلك إن لم آت بابكم

وأين أقصد إن راحوا وإن قصدوا

والعاقل الندب لا يأوي إلى بلدٍ

إلا إذا فاض نفعا ذلك البلد

أما الكتابة والشعار فهيَ لنا

زاد إذا نيل منها الذعر والزوُد

ففي القصائد منها لؤلؤ نظم

وفي الرسائل منها لؤلؤ بددُ

وبحر علم إذا جاشت غواربهُ

فالدُرّ منه ولا يلغى له زبدُ

ومقلةٌ لم تنم عن كل مكرمةٍ

كأنها للمزايا في العلا رصد

فإن أقم فحقيق أو تسترني

فالبدر في الليلة الظلماء يفتقد