راح يخشى في حبه الرقباء

راح يخشى في حبّه الرقباء

ويسر الغرام والبرحاء

ويفيض الدموع حتى لقد أصـ

ـبح بين الأحباب منه عزاء

لا يلمني العذول في فيض دمع

علّمتني يد الفراق البكاء

عاذل غادر الفؤاد عليلا

بملام أجرى الدموع دماء

كيف لا أغتدي صريع اشتياق

ومغاني الأحباب أضحت خلاء

بان عنها ألافها فغدت من

بعد ما كنّ آهلات قواء

يا مغاني الأحباب حيث الغواني

أو طنو الهضب منك فالجرعاء

لا تخطّى مرّ النسيم ربا منـ

ـك ولا كان سيره إبطاء

واستهلّت بك السحائب تحدو

ديمة فيك ديمة وطفاء

رب عيش لما تذكرته فيـ

ـك غدت نحوه النفوس ظماء

إذ غزال الصريم لم يصرم الود

د اعلالا ولا تناسى الوفاء

وفؤادي أضحى أسيرا لديه

في وثاق وأدمعي طلقاء

واغتدت أوجه البشاشة بشرا

تتجلّى نضارةً وبهاء

بأبي ذلك الزمان وقد سا

عفنا العيش صبحه والمساء

وإذا امارفا الحبيب بطرف

أورث القلب سكرةً وانتاء

تمثل الراح نشوة منه حقا

حين يعدي إسكاره الصهباء

وعفاة تسنموا خطر الاهـ

ـوال بالبيد يعملون بالرجاء

يقطعون الفلاة وخدا وإعنا

قاً ولا يسمعون إلا الحداء

والمطايا تبديها البيد حتى

رحن من شدّة الرجا أنضاء

ترتمي بالفلاة والليل قد م

على الخانقين منه رداء

قلت لما بدا لهم فلقُ الصب

ح فأهدى للناظرين الضياء

أيها السائق المجد ترفّق

بالمطايا فقد أتيت السماء

قف ترى أحمد الأمير أبا العب

باس ذا الجود إذ ترى الحدباء

ملك كوّن الإله له الأق

دار فيما يريده كيف شآء

فهو ظل الله الظليل همى جو

دا دراكالإ خجل في الأنواء

وهو يفني السؤال إذ بمنخ السا

ئل سيبا كيما يجود ابتداء

فإذا ما أى ذوو القصد أبدى

من سنا وجهه لهم لألاء

فهو يولي الجزيل عفوا فإن أث

نوا عليه أعطى العظيم جزآء

كرم الله في الورى وابن عبد

الله راحا بين الأنام سواء

لو ذعيّ الآراء في كلّ أمر

معضل الوقع أفحم الأراء

يقظ العزم في القضاء بحكم

الله يلفي في حكمه الأهواء

ملك لا ترى له في الورى شب

ها وتلقى لغيره نظراء

عزمات رقت إلى الغاية القص

وى علُوّا فليس تبقي انتهاء

وجرى في العلى وكل ذوي فض

ل فجلى الورى وحاز العلاء

وإذا ما الحروب قامت على سا

ق غدا مقعد الحروب مضاء

فالمنايا بكفّه والعطايا

فهو يجرى اللهى ويذري الدماء

وطئت منه أمهات الأعادي

جمرات من ثكلها الأبناء

ثم راحت منه البنان ذوى وي

ل طويل إذ تفقد الآباء

وإذا ما سالت يافا أجابت

بلسانٍ غادرته فأفاء

شهدت منك موقفا صعقت منـ

ـه وقد كاد أن يهدّ البناء

فاختلست النفوس حتى لقد غا

درت ضربا جموعهم أشلاء

ظلت في معرك تحطّ على الرو

م من الموت صخرة صماء

فرفعت الغداة للدين فيها

بطوال المثقفات لواء

وأقمت الصلاة في ذلك الدر

ب وقد كانت الصلاة مكاء

وتلون القرآن فيها افضل ال

ردم حتى تخيّلوه غناء

وجعلت الصليب منعفرا في

هم وقد كان عزة قعساء

أسد الدين والذي إن دجا خطـ

ـب ملمّ بالحادثات أضاء

بأبي أنت بل بروحي مفدى

ي ولكن أقل ذاك الفداء

بك أغضيت عن زماني وأصبر

ت برؤياك أطرر الغماء

وأغيظ الحساد عن ثقة منـ

ـك اعتلاء واكبت الأعداء

قد تمسكن منك بالعروة الوث

قى رجاء أن تستجيب الدعاء

ليس لي في الأنام غيرك واللـ

ـه عليم أني محضت الولاء

بك قد عاد عصبة أغنياء

حين راحوا ن قبلها فقراء

فهنيء للناس منك مليك

قد تروّى الزمان منه علاء

عقد الدهر للمكارم من جو

دك والفضل في الأنام لواء

حسدتني عصابة حين ألغت

موضعي منك رفعة واعتلاء

فاتخذني عبدا تجدني في كلـ

ـل مهم صعب أباري القضاء

وافترعها بكرا غدت من معاين

ها وتثقيف لفظها عذراء

تطرب السامعين ألفاظها العز

ر بمعنى أحكمت فيه البناء

يعجز القائلون عن مثلها حق

قا ولو أصبح الورى شعراء

كل شعر يأتي به بعدها الغيـ

ـر سيغدو عند القياس عواء

فتمتع بما اقول لتبقى

مدحي فيك عن سواي أكنفاء