تذكرت سعدى أم أتاك خيالها

تَذَكَرتَ سُعدى أم أتاكَ خَيالُها

أم الريحُ قد هَبّت أليك شمالُها

وما كنتَ لولا بينُ سعدي وصدها

تغركَ أوهامُ المنى وَضَلالُها

لَقَدْ حَلّ هذا البينُ عَقْدَ تَصَبري

عشيّةَ شُدَّتْ للرحيل حالُها

إذا اقتيدَت الأحمالُ للسّير قادَني

إلى مَوْطن من آل سعدي جِمالُها

سأجعَلُ خَدَّي مَوطئاً لِمَطيِّها

على الأين إن أدنى خُطاها كِلالُها

وَمَنْ لي بتِشبيع الحمول ودونَها

عيونُ حُماةٍ ما يُباحُ حَلالُها

وما أنا مِمّنْ يرهبُ الموتَ إن سطا

عليه بِما يُدني المنيّةَ آلُها

ولم أنْسَها لمّا تَوَلّت وَمُقْلَتي

تُريها غروبَ الدمع كيفَ انهمالها

لأتبعتُها في السّيْر نَفْساً أسيرةً

إلى الله إنْ عزَّ اللقاء مآلُها

فآهاً لما غادَرت يا أم مالك

منم الحسرة اللاتي تشبَ اشتعالها

وإنّي بتسآل الرَّسوم لمولَعٌ

بعيد النّوى لو كانَ يُجدي سؤالها

أما وليالينا التي قد تصَرَّمتْ

بها أذْ شَفَا الّداءَ الدَّفينَ وصالهُا

لَقَد أقبَلَ الصّلد الوزيرُ محمّدٌ

فأقبَلَت الدُّنيا وَسَرَّ وصالُها