زرع النبال ولم يصل بحسامه

زرعَ النِّبالَ وَلَمْ يصلْ بحسامهِ

إلاّ لِيحصدَ بالكفاح رؤوسا

حُصن بدا للنّسر وَكراً بل غدا

أسد السّماء يرومُ فيه خيسا

أوفى على الجبل المُطلِّ كأنّه

نجم يُضيئُ لمدلجٍ تغلِسا

أكلت مِنَ الدَّهر القرون تقادُماً

فكأنّما الشرفاتُ كنَّ ضُروسا

وكأنّما الحرسيُّ باتَ مُضاجعاً

للنجم أو للبدر باتَ أَنيسا

فَغَدَتْ بعين المنجنيق مصابةً

صرعى يصافح فرعُها التأسيسا

وتعلّقت تلك السلاسلُ صخرَها

جذباً فَظُنَّ الصّخرُ مغناطيسا

ما ظَنّها ليفونُ تُصْحَب بعدَما

كانت على كلِّ الملوك شموسا

متغيِّراً بالتاج يلمسُ رأسَهُ

طوراً وآونَةً يُرى مَنكوسا

قوم على حول البصيرة واحداً

نظروا الثّلاثَ وَوَلّدوا القِسيّسا

كذبوا على عيسى فَشاهتْ أوجه

منهم وجالَ على لحاهُم موسى

حلقوا ذقونَهم ولو طالت بهمِ

لرأَيتَهم عندَ النِّطاح تُيوسا

وتبدّلت تلكَ المدائحُ بعدَما

ذبحوا بها التَهليلَ والتّقديسا

إنْ كان قد خَرَبَتْ وليسَ بمنكَرٍ

تصحيفُها جَرَبَتْ سَتُعدي سيسا

في جمعة الشَهر الأَصَمِّ وانَه

رَجَبُ الذي قد طَهّرَ التنجيسا

هل شاهدوا من قبل ذلكَ جمعةً

طلعت عليهم بالقتال خَميسا

طلبوا النجاة ولا نجاةَ وغادروا

كنزَ الغنى إذ يمّموا تفليسا