لست ممن يرى الملامة نصحا

لَسْت مِمَنْ يرى الملامةَ نُصحا

مِن عَذولٍ بِعذْلهِ قَد ألحّا

لا ولا أبتغي السُّلوَّ ولو بَرَّ

حَ بي الشوقُ في المحبّةِ بَرْحا

كيفَ أَسلو وَمُهجَتي في لهيبٍ

وَجفوني منَ المدامع قَرحَى

في هوى شادنٍ إذا جُدتُ بالرو

حِ سَخاءً يَضِنُّ بالوصْلِ شحّا

كُلُّ يومٍ أموتُ فيهِ وأَحيا

بِلحاظٍ هُنَّ المراضُ الأصِحّا

وبديعٍ يُريكَ منْ شَعْرِهِ الفا

حِمِ ليلاً ووجهِهِ الطلقِ صُبحا

كتبَ الحسنُ فوقَ خَدَّيهِ بالمِسْ

كِ كِتاباً لِشِقوَتي ليسَ يُمحى

بِعذارٍ أقامَ عُذريْ وَمثلي

ليسَ يَلحى عليهِ لو صارَ ألحى

زارَني في الدُّجى اختفاءً فَنَمّت

نسمةُ الرِّيحِ عنهُ طيباً ونَفحا

وتَثَنّى مثلَ القَضيبِ وكادَتْ

فوقَه تَصْدَحُ الحمائِمُ صَدْحا

فاعتَنَقْنا حتى اغتدى وردُ خدَّيْ

هِ بِطَلِّ الحياءِ يقطُرُ رشحا

واجتَلَينْا الهلالَ والحقفَ والغُص

نَ جَميعاً وَجهاً وَرَدْفاً وكشحا