نعم أنت أعلى من نؤمله قدرا

نَعَمْ أنتَ أعلى من نُؤمّلُهُ قدرا

وأكرمُ مَنْ نُهدي المديحَ لَهُ دراً

وما أنتَ إلا ديمة

تَسُحُّ فَيحْيي سَحُّها البلدَ القفرا

ولو لم تَكَنْ يا بنَ الأكارمِ دَيمةً

تجودُ لما استهديتُ من صَوْبِك القطرا

فجدُ لي بهِ من ساعتي أنني امرؤ

أخافُ إذا جُرِّعتُ في عَسَلٍ صَبْرا

وَدَعْني من رَفعِ النحاةِ ونَصْبهم

وجرهمِ أنْ يملؤا جَرِّيَ جرّا

فقد لَهَثَتْ عندي القطايفُ غلَّةً

عليه وابدَتْ ألسُناً للظّما حَرَّى

وشقّت له أيد الكنافةِ جيبَها

وقد ضيقَتْ من طولِ وَحْشَتِه الصدرا

وَقَدْ صَدَعَ البين المشِتُّ لِبُعدِهِ

قلوباً فقلبُ اللوزِ منكَسر كَسرا

وإنْ جاءَني مَعْ ذلك القطرِ سكّرٌ

أنَقطُهُ حتى يعودَ لَكُمْ شُكرا