أهنيك يا عيد الرغائب عيدا

أهنِّيكَ يَا عِيدَ الرَّغائِبِ عيدا

تَلَقَّاكَ بِاسمٍ صادقٍ لِتَعُودَا

كنُعماك فينا فاتِحاً ومُتمِّماً

وجُهدِكَ فينا مُبدِئاً ومُعِيدا

فأعطاكَ بالعَهدِ الكريمِ مَوَاثِقاً

وبالنصر فِي طُولِ البقاءِ عهودا

وقد مَلأَ الأيَّامَ منك مَحاسِناً

وآفاقَها العليا إليكَ سُعودا

وحلّاكَ عِقدَ المَكرُمَاتِ مُنَظَّماً

وأَلبَستَهُ ثوبَ السرورِ جديدا

وقد أشرقَت منكَ المُصَلَّى بغرَّةٍ

يظلُّ لَهَا وجهُ الصباحِ حَسودا

أضاءَت بنورِ الحقِّ والعدلِ والنُّهى

فجاءَتكَ أحرارُ الرِّجالِ عَبيدا

سَجَدتَ لربِّ العرشِ ديناً وطاعةً

فَخَرَّتْ إليكَ النائباتُ سُجودا

ومَدَّ إليك الناظرونَ نواظِراً

أقامَتْ بإخلاصِ القلوبِ شُهودا

فَمَلَّأْتَها هَدياً وبِرّاً وسُودَداً

وبأساً عَلَى أعدائِهنَّ وجُودا

وأعلامَ عِزٍّ أحدَقتْ بمكارِمٍ

فواتخ عقبانٍ حَمَلْنَ أُسودَا

كأَنَّ نَدى يُمناكَ مِمَّا تجودُها

كساها من الرَّوضِ النَّضِيدِ بُرُودا

وقد طَلَعَ الدِّيباجُ والوشيُ فَوقَها

حَدَائِقَ زَهرٍ فِي الغصونِ نَضِيدا

وكم لَبِستْ منه عِداكَ حِدادَها

إذا لَبِسُوا فوقَ السُّروجِ حَديدا

وكم مَلؤُوا الأرضَ الفضاءَ حَوَافِراً

وجَوَّ السَّماء قَسطَلاً وبُنُودا

وبِيضاً ردَدْنَ الليلَ أبيضَ مُشرقاً

علينا وأيَّامَ المعانِدِ سُودا

وزُرقاً من الخطِّيِّ أوقدها الوغى

فأضحَتْ لَهَا غُلبُ الرِّقابِ وَقُودا

مَساعٍ رَعَينَ الملكَ حَتَّى تَلأَلأَت

قلائِدَ فِي لَبَّاتِهِ وعُقودا

فَلَو لَمْ تُشَيِّعكَ الجنودُ إلى العِدى

لأضحى لَكَ النصرُ العزيزُ جُنودا

فلا زِلتَ للإسلامِ سَيفاً مُحامِياً

وصِنوُكَ رُكناً للثُغورِ شَديدا

تُنادِمُهُ كأسَ الوفاءِ فإن غَدَا

بعيداً فما مثواهُ مِنكَ بَعِيدا

فَمُلِّيتُما نُصحاً يعودُ بغبطَةٍ

وألهِمتُما حَمدا يقودُ مَزيدا