سلام على البدر الذي خلف الشمسا

سلامٌ عَلَى البدرِ الَّذِي خَلَفَ الشَّمْسَا

وَكَانَ لَنَا فِي يومِ وحشتِهِ أُنْسا

سِراجان للدنيا وللدِّينِ أَشرقا

فشمسٌ لمنْ أَضحى وبدرٌ لمن أَمسى

رمى فِي سبيلِ الله غايةَ مُقْدِمٍ

جديرٍ بأن يستعبدَ الجنَّ والإنسا

فسابَقَ حَتَّى لَمْ يَجِدْ للعُلا مَدىً

وجاهَدَ حَتَّى لَمْ يَجِد للعِدى حِسَّا

وسارَ وروحُ المُلْكِ فِي نورِ وَجههِ

وَخلّاك يَا نجلَ الملوكِ لَهُ نَفْسا

لَتَعْتَصِبَ التاجَ السَّنيَّ الَّذِي اكْتَسى

وترتَقيَ الطودَ الرفيعَ الَّذِي أَرْسى

وتجلُو لَنَا منه شمائلَ لَمْ تَغِبْ

وَتُذْكِرنا منه شمائلَ لا تُنْسى

وتكسُو ثيابَ العُرْفِ والجودِ والندى

أَمانِيَّ لا زالت بأَنعمه تُكسى

فلا أَوْحشت هذي المنازِلُ منكما

ولا فارقت أَبراجُها البدرَ والشمسا