سماء العلا منكم وأنت لها بدر

سَماءُ العُلا منكُمْ وأنتَ لَهَا بَدْرُ

وأَخلاقُكَ الحسنى كواكِبُها الزُّهْرُ

وَقَدْ تَمَّ فِي هَذَا الورى بكَ أَنْعُمٌ

يُقَصِّرُ عن أَدنى عوارِفِها الشُّكْرُ

فَمِنْها النُّهى والحِلْمُ والدينُ والتقى

وبذلُ اللُّهى والجودُ والبأْسُ والبِرُّ

وَزَحْفٌ إِلَى الأَعداءِ أَغراضُهُ العِدى

وسيفٌ عن الإِسلامِ إِقدامُهُ النَّصْرُ

وبذلُكَ دونَ الثغرِ نفساً عزيزةً

حَمَتْ عنه حَتَّى عادَ وَهْيَ لَهُ ثغرُ

وفِي سِرِّ علمِ اللهِ لِي فيكَ أَنَّني

ودادُكَ لي سِرٌّ وحمدُكَ لي جَهْرُ

وذِكْرُكَ لي عزٌّ وعزُّكَ لي غنىً

وبِرُّكَ لي عَهدٌ وعهدُكَ لي ذُخْرُ

وإِنَّكَ أَقصى مَا بَلَغْتُ من المنى

وإِنَّكَ أَسنى مَا أَفادَنِيَ الدهرُ

وإِنِّي وإِنْ قصَّرْتُ فيكَ مدائِحِي

فلا قِصَرٌ بالسلكِ إِن عَظُمَ الدُّرُّ

وما قصَّرَتْ بي هِمَّةٌ عنكَ حُرَّةٌ

ولا أَمَلٌ حُرٌّ ولا منطِقٌ حُرُّ

فإِنْ تقبلِ العذرَ المُقَصِّرَ طولَها

فشُغلي بشكرِ اللهِ فِيكَ هو العذرُ

فلا قَصَّرَ الرحمنُ عنكَ سيادَةً

تَمَلّأَها عُمْراً يُمَدُّ بِهِ عُمْرُ