عزم حداه السعد والإقبال

عَزْمٌ حَدَاهُ السَّعْدُ والإِقبالُ

وعُلاً تَضَعْضَعُ دونَها الآجالُ

وعوائِدٌ للهِ مَا زالتْ لكُمْ

بالنَّصْرِ عائِدَةً وَلَيْسَ تَزَالُ

وكتائِبٌ لليُمْنِ يومَ رَحِيلِها

بالفتحِ فِي جَنَباتِها اسْتِهْلالُ

وعبيدُ مملكَةٍ وشِيعَةُ دَوْلَةٍ

قَدْ أَيْقَنُوا أَنَّ الحياةَ قِتالُ

صُبُرٌ إِذَا انْتَضَوا السيوفَ تَبيَّنَتْ

أَعداؤُهُمْ أَنْ الليوثَ رِجالُ

مستأْنِسِينَ إِلَى الهواجِرِ مَا لَهُم

إِلّا متون المشرفِيِّ ظِلالُ

لهجُوا بيَا منصورُ فَهْوَ شِعارُهُمْ

نَغَمٌ تعوَّدَ صِدْقَهُنَّ الفالُ

وصوارِمٌ جَلَتِ الظَّلامَ وَمَا لَهَا

بِسِوى الجماجِمِ والنحورِ صِقالُ

مِمَّا انْتَمى حَيْثُ انْتَمَيْتَ وأَوْرَثَتْ

آباؤُكَ الأَذواءُ والأَقيالُ

من كُلِّ مشحوذِ الغِرارِ كَأَنَّهُ

للشمسِ فِي ظُلَمِ العَجاجِ خَيالُ

وقَناً إِذَا اقْتَضَتِ العُدَاة نفوسَها

لَمْ يعتَلِلْ بأَدائِهِنَّ مِطالُ

سُلُبٍ إِذَا أَشْرَعْتَهُنَّ تقاصَرَتْ

أَعمارُ مَطْلَبِهِنَّ وَهْيَ طِوالُ

بَهَرَتْ مناقِبُكَ الضُّحى وتقاصَرَتْ

عن كُنْهِها الأَشباهُ والأَمثالُ

نفسِي فداؤكَ والنفوسُ هَفَتْ بِهَا

نارُ الوَغى وتصادَمَ الأَجبالُ

والبِيضُ تلمَعُ والأَسِنَّةُ تَلْتَظِي

والخَيلُ فِي ضنكِ الوغى تختالُ

ومجالُ وجهِكَ فِي مواقِفَ للرَّدى

مَا للخواطِرِ بَيْنَهُنَّ مَجالُ

ونفيسَةٍ أَقْحَمْتَ نفسَكَ دُونَها

إِنَّ النفائِسَ بالنفوسِ تُنَالُ