قل للخلافة قد بلغت مناك

قُل لِلخلافة قَدْ بلغْتِ مُناكِ

ورَأَيتِ مَا قَرَّتْ بِهِ عَيْناكِ

مَهْديُّ أُمَّة أحمدٍ وكريمُها

وحليمُها يأْوي إِلَى مأواكِ

وسليلُ نفس إِمامها وشهيدها

قمَريْك فِي الدنيا وما قمراكِ

هذا تَعَجَّل من كَرامة رَبِّهِ

فِي الخلد مثوىً جَلَّ عن مثواك

ودعوتِ يا ثاراتهِ فمُحَمَّدٌ

بالسيف أَوَّلُ سامعٍ لَبَّاكِ

الخائضُ الغَمَرات غير مُروَّعٍ

بالموت زَاحَمَهُ إِلَى مَحْياكِ

فأضاءَت الدنيا لأوَّل وَهْلَةٍ

وصل الإله سناءه بسناكِ

ما كُنتِ قابلةً سواه وَلَمْ يكُنْ

يوماً يريد حياته لِسِواكِ

ولكم شجَاهُ منك فِي جنح الدجى

إِعوالُ محزونٍ وزفرةُ باكِ

حتى تلاقى مَا دهاك بعزمةٍ

لَمْ يُعْيِها الدَّاءُ الَّذِي أعياكِ

في كَفِّهِ السيفُ المقلَّدُ جَدُّهُ

بالمَرْجِ إِذ تَبَّتْ يدُ الضحَّاكِ

وسَعى فأَدْرَكَ بعد ثأرك ثأْرهُ

من كلِّ ممتنعٍ من الإدراكِ

وأَباح كُلَّ حمىً لكُلِّ مُضَلِّل

غَاوٍ أَباحَ حمى الهدى وحماكِ

فشفى نفوس المسلِمين ونفسَهُ

لمّا سقى الدنيا دماءَ عداكِ

بشهيد آل الله والمَلِك الَّذِي

لا كُفْءَ من دمه الكريم الزاكي

لَبِسَتْ عَلَيْهِ الأرضُ ثوبَ حِدَادِها

وبدت نجومُ الليلِ وَهْيَ بَوَاكِ

فَحَوى الخلافةَ والسناءَ وليُّهُ

رَغْماً لكلِّ مُعاندٍ أَفَّاكِ

حُكْماً من الحَكَمِ العَلِيِّ لطالبٍ

أَبداًَ دَمَ الخلفاءِ والأَمْلاكِ

حتى تَنَجَّزَ موعِدُ اللهِ الَّذِي

لَمْ تَخْفَ فِيهِ مَوَاعِدُ الإيشاكِ

يا لابِساً لعدوِّهِ ووليِّهِ

بطشَ الأُسودِ وعِفَّةَ النُسَّاكِ

ما أَبهجَ الدنيا لَدَيْكَ بِعِزَّة ال

دِينِ الحنيفِ وذِلَّةِ الإِشْراكِ

إن غَصَّ يومُ القوط منكَ بِرُسْلِهِمْ

فَغَداً بيوم الرُّومِ والأَتراكِ

سمعوا بدعوتِكَ الَّتِي نادَتْهُمُ

أَوْطانُهُمْ منها تَرَاكِ تَرَاكِ

فالرَّوْعُ مُنقطعٌ إليهم وَاصِلٌ

ليلَ البَيَاتِ لهم بيومِ عِراكِ

بمثالِ طعنٍ فِي الكُلى متتابعٍ

وخيالِ ضَرْبٍ فِي الرِّقَابِ دِرَاكِ

فتيمَّمُوكَ ومن أَشكِّ سلاحِهِمْ

سِيمى الخضوعِ وبزَّةُ الهُلَّاكِ

مُتَعَوِّذِينَ من الفَناءِ بصَفْحَتَيْ

سيفٍ لمثلِ دمائِهِم سَفَّاكِ

فكأَنَّما خاضتْ إليك وجوهُهُمْ

ناراً تَضَرَّمُ فِي غضاءِ أَرَاكِ

حتى اجتلَوْا قمر الخلافةِ حولَهُ

أَمثالَ زَهْرِ كَواكبِ الأَفلاكِ

فاغلِبْ ولا تَزَلِ الخلافةُ والهدى

من سعدِ جَدِّكَ فِي سلاحٍ شاكِ

واشرب بأَكواسِ السرور وسَقِّها

رِفْهاً مدى الأَيَّامِ هاتِ وَهاكِ

وأَنا الشريدُ وظلُّ عِزِّكَ مَوئلي

وأَنا الأَسيرُ وَفِي يديكَ فِكاكي

أَدَبٌ أَضَاءَ المشرقَيْن وتحتَهُ

حظٌّ يَئِنُّ إليك أَنَّةَ شاكِ